خلال القرن السادس عشر الميلادي قام عالم الفلك الإيطالى جاليلي بتجربة فيزيائية فريدة. في وسط حضور كبير من الناس.
مضمون التجربة أن قام جاليليو بإسقاط كرتين معدنييتين من على البرج المعروف ببرج بيزا المائل. و كانت إحدى الكرتين ذات وزن ثقيل و الأخرى خفيفة. و كان توقع جميع الحضور تلقائيا أن تصل الكرة الثقيلة أولا..
غير أن الكرتان وصلتا للأرض في نفس اللحظة خلافا لجميع التوقعات و وسط اندهاش الجميع..
و رغم بساطة التجربة فقد شكلت فعليا ثورة علمية.. لكونها تحدت بشكل كبير المعتقدات التي كانت سائدة حينها. حيث كان الاعتقاد السائد خلال تلك الفترة التاريخية يقوم اساسا على المنطق اليوناني القديم، فلم يكن من السهل تقبل الفكرة بسهولة. غير أن نتيجة التجربة كانت واضحة و هي أن عجلة الجاذبية ثابثة..
فكل الأجسام تستغرق نفس الوقت في قطع مسافة السقوط. و بشرط تساوى مقاومة الهواء أو أن يكون السقوط في مكان تم إخلاؤه من الهواء.. و إن بدا ذلك مخالفا للمنطق السطحي الذي يرى أن سقوط الورقة مثلا أبطأ من سقوط الحجر بكثير.. لكن اختلاف السرعة في هذه الحالة يعود إلى شكل الورقة الذي يكون أكثر عرضة لمقاومة الهواء عكس شكل الحجر..
تجربة أخرى..
هذه التجربة سيعيدها في وقت لاحق إسحاق نيوتن، و لتكون التجربة هذه المرة حاسمة قارن بين عملة معدنية و بين ريشة في سقوطهما ..
سيعتقد الجميع مجددا أن الذي سيكون أسرع في السقوط هو العملة المعدنية.. .. إلا أن اسحاق نيوتن ليستبعد مقاومة الهواء كعامل مؤثر، قام بإجراء التجربة دااخل أنبوب مفرغ من الهواء..
فكانت النتيجة مدهشة، أن الريشة تسقط في نفس الوقت الذي تسقط فيه العملة المعدنية على الأرض. و ذلك عكس الصورة الذهنية التي تم الاعتياد عليها في سقوط الريشة و هي تتأرجح يمينا و يسارا إلى أن تصل إلى الأرض..
لتؤسس هذه التجربة من جديد للنهج العلمي، الذي يقضي بالتشكيك في الأفكار و المسلمات التقليدية التي تفتقر إلى الدليل.. و تعمل على استبدالها بحقائق علمية مبنية على التجربة و الاستدلال..