قصص و عبرمنوعات

قصة شيقة.. حين قال علي بن أبي طالب لأقوى فرسان العرب استصغروك فارسلوك..

مبارزة بين علي بن ابي طالب و عمرو بن ود

من هو علي؟ 

الصحابي الجليل أبو الحسن علي بن أبي طالب. ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم، و رابع الخلفاء الراشدين بعد الخليفة عثمان رضي الله عنهما.

     أطلقت عليه أمه اسم أسد، عند ولادته بمكة قبل عشر سنوات من الهجرة النبوية إلى المدينة. وتربى رضي الله عنه في كنف النبي صلى الله عليه و سلم. و كان من أوائل المصدقين بالإسلام، و أول من أسلم من الصبيان..

مكانة علي و شجاعته

      و كان علي رضي الله عنه بعد صباه من أكثر المقاتلين فتوة و إقداما و شجاعة، و أبرز من مواقف الشجاعة و صور البطولة الشيء الكثير، في كل الغزوات التي شارك فيها..

فكان من أشهر هذه المواقف، المبارزة التي حدثت بينه و بين أحد أعتى فرسان جيوش قريش و الأحزاب يوم غزوة الخندق و التي انتهت بانتصار علي رضي الله عنه و مصرع عمر بن ود..

مناسبة المبارزة بين علي و عمرو بن ود

     أنه في يوم الخندق حين قامت قريش و حلفاؤها من الأحزاب بمحاصرة المدينة المنورة، و قد كان المسلمون حفروا حولها خندقا لحمايتها بعد سماعهم بخبر عزم قريش على مداهمتهم بالغزو..

وخلال الحصار خرج عمرو بن عبد ود متبخترا بقوته، مقنعا بالحديد بعد أن اخترق الخندق هو و بضعة أفراد من جيش المشركين..

المبارزة مع عمرو بن ود

و بدأ عمرو ينادي بأعلى صوتهمتحديا جيش المسلمين من يبارز؟ ألا رجل ؟

فقام إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يقول أنا لها يا نبي الله.

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إنه عمرو، اجلس.

     لينادي عمرو من جديد ألا يبرز إلي رجل؟؟ و أخد يؤنب المسلمين ويقول أين جنتكم التي تزعمون أن من قتل منكم يدخلها؟ أفلا تبرزون إلي رجلا؟؟

     فقام إليه علي ثانية فقال: أنا يا رسول الله، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم: اجلس.

     فنادى عمرو الثالثة و أنشد شعرا.. فقام علي رضي الله عنه وقال: أنا يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه و سلم إنه عمرو. فقال علي و إن كان عمرا، فأذن له النبي صلى الله عليه و سلم فذهب إليه..

    فخاطب علي عمرا و خيره بين ثلاث خصال.. إما شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله، و إما العودة إلى بلده، و إما أن يبارزه..

     فرفض عمرو و أعرض عن الأولى و الثانية، و قال هذا ما لن تتحدث به نساء قريش أبدا..، و ضحك من الثالثة وقال أما هذه فما كنت أظن ان أحدا من العرب يجرأ على أن يروعني بها (يخوفني) و قد كان عمرو من أشهر فرسان العرب و أشدهم بأسا..

ثم قال لعلي فمن أنت؟ قال أنا علي بن اب طالب.. 

    فقال عمرو يا ابن أخي ما معناه أن من أعمامك من هو أكبر منك سنا فوالله ما أريد أن أقتلك، أو نحوا من استصغروك فأرسلوك..

   فأجاب علي: لكنني و الله أريد أن أقتلك أو نحوا من بل أنت استصغروك فارسلوك..

مصرع عمرو بن ود

     غضب عمرو بن ود غضبا شديدا، فقيل عقر فرسه و نزل و أشهر سيفه.. و مشى إلى علي فهوى به.. فأقبل عليه علي بالدرقة (الدرع الذي يحمله المحاربون لاتقاء ضربات السيوف)، فقدت (شقت) الدرقة و انحشر فيها السيف.. لكنه اصاب رأس علي فشجه.. ليعاجله علي بضربة على عاتقه ليسقط أرضا و يثور الغبار في الخندق .. فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت التكبير.. فعلم أن عليا  أمكنه الله من عدوه.

و هكذا يسجل التاريخ لعلي رضي الله عنه هذه الواقعة المجيدة، ليكون بذلك سيفا من سيوف الإسلام المسلولة على أهل الباطل. و التي كان لها الفضل بعد فضل الله عز وجل في رفع راية الإسلام، لترفرف عاليا في سماء الجزيرة العربية و ما بعدها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى