المغرب العربي: بين التكامل و التحديات
مقدمة
تتيح الموارد البشرية و الاقتصادية لبلدان المغرب العربي إمكانيات هامة للتكامل فيما بينها. فأين تكمن أهمية الموارد البشرية في تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدان المغاربية؟ و فيما تتجلى أهمية تنوع مواردها الاقتصادية؟ و ما أهم التحديات التي تواجه هذه البلدان؟
1ـ أهمية الموارد البشرية في تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول المغرب العربي
تتمثل أهمية الموارد البشرية للبلدان المغاربية في توفرها على ثروة بشرية كبيرة تناهز 100 م ن. بحيث توفر سوقا استهلاكية لترويج المنتجات. كما ينتمي معظمها إلى الفئة النشيطة/ الشباب (الثلثين تقريبا), فتشكل طاقة منتجة (يد عاملة) تعمل في مختلف القطاعات الاقتصادية (تشتغل في جلها في الخدمات ثم الفلاحة ثم الصناعة). إضافة الى تشكيلها لكفاءات علمية و تقنية ( مهندسون, علماء باحثون, تقنيون …)
2ـ أهمية تنوع الموارد الاقتصادية في تعزيز التكامل الاقتصادي بين دول المغرب العربي
تظهر أهمية الموارد الاقتصادية بين البلدان المغاربية في تنوعها بحيث يمكن تقسيمها إلى مجموعات ثلاث:
المغرب و تونس: المنتجات الفلاحية + الفوسفاط + ثروة سمكية+ مؤهلات سياحية…
الجزائر و ليبيا: مصادر الطاقة الباطنية ( نفط وغاز طبيعي).
موريتانيا: الحديد + ثروة سمكية.
و تشكل هذه الموارد أساسا (مواد أولية) لقيام مجموعة من الصناعات، كالصناعة الغذائية, الصناعة الكيماوية, تكرير البترول, الصناعة الميكانيكية, صناعة النسيج…). كما تتيح هذه الموارد بمعية هذه الصناعات إمكانيات كبيرة للتبادل التجاري و بالتالي تحقيق تكامل اقتصادي قوي بين بلدان المغرب العربي.
3ـ التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها
تعاني دول المغرب العربي من مشاكل مختلفة على المستويين الداخلي و الخارجي:
التحديات الداخلية
اجتماعيا: ارتفاع نسب الفقر و البطالة و الأمية, و ضعف التغطية الصحية و انخفاض مستوى التنمية البشرية…
اقتصاديا: ضعف التصنيع و الإنتاج الاقتصادي و الاستثمار و التبادل التجاري بين البلدان المغاربية و هزالة البحث العلمي..
بيئيا: تفاقم ظاهرة التصحر و توالي سنوات الجفاف, و تراجع الموارد المائية..
التحديات الخارجية
اقتصاديا: ارتفاع حجم مديونية الدول المغاربية للمؤسسات المالية الاجنبية, و استمرار تبعيتها الاقتصادية للخارج , و ضعف قدرتها على مواجهة تحديات العولمة..
اجتماعيا: تنامي ظاهرة الهجرة السرية و هجرة الأدمغة (الكفاءات العلمية)..
خاتمة:
تعتبر الصعوبات الداخلية و الخارجية التي تواجه بلدان المغرب العربي حافزا حقيقيا، يحتم عليها تكوين تكتل اقتصادي فيما بينها لمواجهة هذه الصعوبات.
