الجدع المشتركمكون التاريخ 5

التطورات السياسية و الاجتماعية في العالم الإسلامي خلال القرن 15 و 16م

تقديم إشكالي

      تميز القرن 15م و 16م بامتداد النفود العثماني بشرق وجنوب البحر المتوسط في نفس الوقت الذي تأسست فيه الدولة السعدية بالجنوب الغربي للمتوسط. ففيما تجلت طبيعة النظام السياسي و الإداري و العسكري للإمبراطورية العثمانية خلال القرن 15 و 16م؟ و كيف كانت طبيعة الدولة و النظم في المغرب خلال العهد السعدي في القرن 16م؟ وما طبيعة الأوضاع الدينية و الاجتماعية في العالم الإسلامي خلال القرنين 15 و 16م؟

1 – طبيعة النظام السياسي و الإداري و العسكري للإمبراطورية العثمانية خلال القرن 15 و 16م

الجهاز الإداري المركزي و المحلي

الجهاز الإداري المركزي

الباب العالي: لقب للسلطان العثماني، و يمارس سلطات مطلقة.

الصدر الأعظم: الوزير الأول، و أعلى منصب بعد السلطان, يرأس مجلس الديوان.

الدفتر دار: بمثابة وزير للمالية.

الكاهية باشا: موظف الشؤون الداخلية و العسكرية.

الشاوش باشا: موظف ينفذ أحكام القضاء.

رئيس الكتاب: كاتب السلطان (القوانين والمراسلات).

مجلس الديوان: مجلس استشاري، يقدم الاقتراحات للسلطان و للصدر الأعظم.

الجهاز الإداري المحلي

قسمت الدولة العثمانية إلى مقاطعات (سناجق).

-يرأس كل مقاطعة والي “سنجق بك“.

-يمارس اختصاصات عسكرية و إدارية، و يساعده ديوان وصوباشي (ضابط أمن).

 ــ وبعد اتساع الإمبراطورية، ضمت كل عدة ألوية في ولاية واحدة، يرأسها أمير أمراء الألوية(بكلربك).

دور الجيش في تركيز نفوذ الدولة العثمانية

العناصر المكونة للجهاز العسكري

الانكشارية:

تتكون من غلمان النصارى و أسرى الحرب.

تتلقى تربية عسكرية صارمة و إسلامية، و تمنع من ربط علاقات عائلية لضمان الولاء للسلطان.

كانت مدرسة لتخريج من يتولون المناصب العليا في الدولة.

و مع نهاية  القرن 19م، عد أهم عناصر الجيش العثماني، و عاملا لقوته.

السباهية:

تكونوا من الجنود الفرسان العثمانيين.

ارتبطوا بنظام التيمار العسكري، القائم على منحهم أراضي زراعية / تيمارات، مقابل خدمتهم في الجيش.

إضافة إلى جمع الضرائب من الفلاحين.

و كان عددهم أكبر من الانكشارية، و وظيفتهم إخماد الثورات و المشاركة في الحروب.

التجهيزات والمعدات العسكرية

استخدم الجيش العثماني الأسلحة النارية، و كون فرقة خاصة بالمدفعية.

و أنشأ العثمانيون أسطولا حربيا بحريا، لفرض سيطرتهم في البحر المتوسط والأسود، خاصة بعد هزيمتهم من البنادقة في غاليبولي 1416م.

2 – طبيعة الدولة و النظم في المغرب خلال العهد السعدي في القرن 16م

التنظيم السياسي و الإداري بالمغرب السعدي

في المجال السياسي

ضعفت سلطة الوطاسيين بالمغرب، و انحصرت بفاس و نواحيها.

و دخل أمراؤها في صراع حول الحكم.

كما تزايدت حدة هجومات الممالك الإيبيرية، و احتلت الثغور الساحلية: سبتة, مليلية, طنجة, أكادير.

مما دفع المغاربة لمبايعة الأشراف السعديين/محمد القائم، اجابة لدعوة رجال الدين لتتأسس بذلك نواة الدولة السعدية.

التي ستقود حركة الجهاد، و توحد المغرب بعد هزيمة البرتغال بمعركة وادي المخازن 1578م.

الإدارة المركزية

السلطان: رئيس الدولة، و يتمتع بالنسب الشريف.

الحاجب: أول مسؤول بعد السلطان، و ينظم مقابلاته.

الوزير: بمثابة مستشار للسلطان، و يشرف عل الدواوين.

مجلس الديوان: /مجلس الملأ، هيئة مستشاري السلطان: قادة عسكريين, علماء, قضاة..

إضافة لمناصب أخرى: المحتسب, المفتي..

الإدارة الإقليمية

خليفة السلطان: من أبناء الأسرة الملكية،

العامل: يحكم الولاية باسم السلطان.

وإلى جانبهما: الباشا والمحتسب والقاضي..

أهمية المؤسسات العسكرية في الدولة

تأثر الجيش المغربي عند السعديين بتنظيم الجيش العثماني، و الجيوش الأوربية (ادخال المدفعية).

وتضمن العديد من العناصر الأندلسية و الأوربية و التركية، إضافة إلى أفراد القبائل.

وأسس السلطان المنصور جيشا نظاميا، تضمن فرق مختلفة الأدوار.

و اهتم السعديون بتجهيز الجيش بأحدث الأسلحة و صناعتها (البارود, المدافع).

إضافة الى اهتمامهم بالأسطول البحري، لتنمية مداخيل الجهاد البحري و التضييق على النصارى.

3ـ طبيعة الأوضاع الدينية والاجتماعية في العالم الإسلامي خلال القرنين 15 و 16م

الأوضاع الدينية و الاجتماعية في الإمبراطورية العثمانية

تميزت الإمبراطورية العثمانية بضمها لشعوب متعددة الأعراق و الديانات والثقافات.

و تكونت من ولايات مختلفة من حيث تراثها التاريخي.

ولضمان شرعية الدولة و استمرارها، فقد تبنت مبدأ التسامح الديني و العرقي (مسلمين سنة, مسيحيون أرثدوكس…).

 و تميزت المناصب الدينية بتدرجها هرميا، على رأسها المفتي الأكبر / شيخ الإسلام ثم قاضيا الروملي و الأناضول, ثم قضاة المدن..

أما المذاهب الفقهية فتميزت بتعددها، و كان أكثرها انتشارا المذهب الحنفي و الشافعي بمصر..

و إلى جانبها انتشرت الطرق الصوفية المختلفة، خاصة فرقة الدراويش، التي كان لها دور في التوسع العثماني في البداية..

مظاهر الأوضاع الدينية و الاجتماعية في المغرب السعدي خلال القرن 16م

الأوضاع الدينية

تكاثرت عدد الزوايا بالمغرب خلال القرن 16م,

و كان من أبرزها الزاوية الجزولية، التي كانت من أنصار الدولة السعدية في نشأتها.

و لعبت الزوايا بالمغرب أدوارا هامة كمؤسسات دينية (تنظيم حلقات الذكر و الأدعية), وتربوية تعمل على نشر المعرفة, و اجتماعية (أعمال البر والإحسان).

الأوضاع الاجتماعية

انقسم المجتمع المغربي في العهد السعدي إلى:

فئات استفادت من الحكم، كالحكام السياسيين، و القادة العسكريين، و رؤساء القبائل و أعيانها، بما كان ينالهم من العطاءات و الإقطاعات.. و احتكارهم للتجارة و الصناعة و الفلاحة.

ـ و فئات سكانية متنوعة كالأتراك والأوربيين العاملين في الجيش، و السودانيين (خدمة القصور والحقول والأوراش)، و الأندلسيين (التعليم والتطبيب)، و اليهود المشتغلين في التجارة و الصياغة، و الفلاحين الصغار..

و حظيت المرأة بمكانة مهمة: اقتصادية (العمل في نسج الزرابي و جل الأعمال الأخرى)، و دينية فكرية (بناء المساجد و النبوغ في العلوم الدينية..).

خاتمة

     كانت التطورات السياسية و الاجتماعية في العالم الإسلامي نتيجة مباشرة للتحولات الاقتصادية التي شهدها، كما صاحبتها العديد من التحولات الدينية و الاجتماعية.

شاهد الدرس على شكل فيديو:

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى