الفرق بين البنك الدولي و صندوق النقد الدولي

كثيرا ما يخلط بين البنك الدولي و صندوق النقد الدولي، فهما مؤسستان ماليتان دوليتان أنشئتا بعد الحرب العالمية الثانية، لكن لكل واحدة منهما دور مختلف في دعم الاقتصاد العالمي. فيما يلي نوضح أوجه التشابه و الاختلاف بينهما.

 النشأة والأهداف

البنك الدولي (World Bank):
تأسس عام 1944 في مؤتمر “بريتون وودز ” بالولايات المتحدة، و كان الهدف منه إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، ثم تطورت مهمته ليعنى بمساعدة الدول النامية على تحقيق التنمية الاقتصادية و الاجتماعية، عبر تمويل المشاريع الكبرى مثل البنية التحتية، التعليم، و الصحة.

صندوق النقد الدولي (IMF – International Monetary Fund):
أُنشئ هو الاخر في العام نفسه (1944) و بالمؤتمر ذاته، لكن لغرض مختلف، و هو الإشراف على النظام النقدي العالمي، و ضمان استقرار أسعار الصرف، و تقديم قروض قصيرة الأجل للدول التي تواجه أزمات مالية مؤقتة أو اختلالات في ميزان المدفوعات.

 طبيعة التمويل و الدعم

البنك الدولي:
   يمنح قروضا طويلة الأجل منخفضة الفائدة ، أو منحا مجانية في بعض الحالات، لتمويل مشاريع تنموية (مثل بناء الطرق، السدود، المدارس، و المستشفيات).
كما يقدم المشورة الفنية للحكومات لتحسين إدارتها الاقتصادية و الاجتماعية.

صندوق النقد الدولي:
   يقدم قروضا قصيرة إلى متوسطة الأجل لمساعدة الدول على تحقيق الاستقرار المالي و تجاوز الأزمات النقدية.
وغالبا ما يرافق هذه القروض شروط إصلاح اقتصادي مثل خفض الإنفاق العام أو تحرير سعر الصرف أو تقليص الدعم الحكومي.

مصادر التمويل

البنك الدولي: يعتمد على رأس المال المقدم من الدول الأعضاء، إضافة إلى الاقتراض من الأسواق المالية العالمية.
ويتكون من عدة مؤسسات أهمها:

البنك الدولي للإنشاء والتعمير (IBRD).

المؤسسة الدولية للتنمية (IDA).

صندوق النقد الدولي: يعتمد على اشتراكات الدول الأعضاء التي تسمى الحصص (Quotas)، وتحدد بناء على حجم اقتصاد كل دولة . و تمنح هذه الحصص الدولة حقا في التصويت، كما تحدد نصيبها من القروض.

 مجالات العمل

 أوجه التكامل بين المؤسستين

    رغم اختلاف المهام، فإن البنك الدولي و صندوق النقد الدولي يتكاملان في كثير من الأحيان.
فعندما تواجه دولة ما أزمة مالية، يتدخل صندوق النقد الدولي لتثبيت اقتصادها الكلي، بينما يواصل البنك الدولي دعمها عبر مشاريع تنموية تساعدها على النمو المستدام بعد تجاوز الأزمة.

 الانتقادات الموجهة إليهما

تعرضت المؤسستان لعدة انتقادات من بعض الدول و الخبراء، أبرزها:

فرض شروط قاسية على الدول المقترضة قد تؤدي إلى زيادة الفقر.

الاعتماد المفرط على النمو الاقتصادي الكمي دون مراعاة الجوانب الاجتماعية.

سيطرة الدول الكبرى (وخاصة الولايات المتحدة) على القرارات داخل المؤسستين.

    كخلاصة يمكن القول إن صندوق النقد الدولي يعمل على إصلاح الاقتصاد و مساعدته على الاستقرار قصير المدى. بينما البنك الدولي يسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة وتحسين البنية التحتية والخدمات الاجتماعية على المدى الطويل. و رغم الاختلاف في الأدوار، فإن كليهما يشكل ركيزة أساسية للنظام المالي العالمي منذ منتصف القرن العشرين.