مفهوم التنمية، تعدد المقاربات، التقسيمات الكبرى للعالم «خريطة التنمية»
مفهوم التنمية و تطوره
هي مصطلح يدل على التغير/ التطور الجذري الذي يطرأ على بلد ما في مختلف الميادين الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية…
-ظهرت في البداية كتنمية اقتصادية، تتلخص في زيادة الإنتاج الاقتصادي، أي زيادة الناتج الداخلي الإجمالي.
ثم اتخذت التنمية أبعادا مختلفة: سياسي (تطوير البلدان نحو الديمقراطية)، اجتماعي و ثقافي..
– ليتطور مفهومها بذلك ليركز على الإنسان كغاية للتنمية بتحسين ظروف عيشه و قدراته، فيما سمي بالتنمية البشرية.
المقاربات المستعملة في تحديد التنمية
تستعمل في تحديد التنمية مقاربات متعددة من أهمها:
- مقاربة اقتصادية: تعتمد مؤشرات اقتصادية مثل الناتج الداخلي الخام و الدخل الفردي و نوع و بنية الاقتصاد.
- اجتماعية: تقوم على مؤشرات اجتماعية، كنسبة الفقر و الأمية و المساواة و التأطير الطبي.
- سوسيو اقتصادية: دمج مؤشرات اجتماعية و اقتصادية و ثقافية في مؤشر تركيبي: مؤشر التنمية البشرية IDH.
- ديمغرافية: تعتمد مؤشرات ديمغرافية كنسبة الولادات و الوفيات و التكاثر الطبيعي و أمد الحياة..
- سياسية: مدى تطور الديمقراطية و حقوق الإنسان في البلدان النامية (تنمية سياسية).
- ثقافية / علمية: تعتمد مؤشرات كنسبة تعلم الكبار (15سنة فاكثر), و نسبة التمدرس (أقل من 15سنة).
- م بيئية: التنمية المستدامة التي تراعي البعد البيئي في مخططات التنمية.
التقسيمات الكبرى للعالم من خلال خريطة التنمية
من خلال مؤشر التنمية الاقتصادية
الناتج الداخلي الإجمالي الخام PIB
-مجموع قيمة الإنتاج الاقتصادي (بقطاعاته الثلاثة) داخل بلد ما، خلال مدة محددة (غالبا سنة)،
–و هو أفضل مؤشر لقياس درجة النمو الاقتصادي،
– و تختلف مساهمة القطاعات الاقتصادية في هذا الناتج حيث تتصدرها الخدمات في الدول المتقدمة.
حصة الفرد من الناتج الداخلي الخام /معدل الدخل الفردي PIB/hab
-حاصل قسمة الناتج الداخلي الخام على عدد السكان،
-و يمكن من قياس الأثر الاجتماعي للتنمية (الرخاء).
و يمكن تقسيم دول العالم حسب PIB/hab إلى دول:
- غنية: تسجل ناتج إجمالي و دخل فردي مرتفع كالولايات م أ، اليابان، سنغافورة، أستراليا، دول غرب أوربا..
- صاعدة: دول صناعية جديدة سجلت نموا اقتصاديا سريعا مؤخرا كالصين، كوريا الجنوبية، تايوان، روسيا، تركيا..
- نامية: تسجل ناتج إجمالي و دخل فردي متوسط كالجزائر، المغرب، مصر، نيجيريا…
- فقيرة: تسجل ناتج إجمالي و دخل فردي ضعيف كجل دول إفريقيا الجنوبية ..
من خلال مؤشر التنمية البشرية
هو مؤشر تركيبي لقياس مستوى التنمية البشرية عبر ثلاثة مستويات و هي:
- مستوى الرعاية الصحية: يقاس بمعدل أمد الحياة.
- المستوى التعليمي و الثقافي: يقاس بنسبتي التمدرس و الأمية.
- مست العيش: يقاس بمعدل الدخل الفردي. و تكون قيمته بين 0 و 1 , و يمكن من تصنيف دول العالم إلى دول دات مؤشر:
v ضعيف ( أقل من 0,500) كأغلب دول إفريقيا.
v متوسط ( بين 0,500 و 0,799 ) كالمغرب، الجزائر، مصر، الصين، جنوب إفريقيا …
v مرتفع ( أكثر من 0,800) كاليابان، النرويج، الولايات م أ، دول غرب أوربا، قطر…
و حسب هذين المؤشرين الرئيسيين يمكن تصنيف دول العالم إلى قسمين كبيرين:
دول الشمال: و هي التي تحقق مستوى جيد في الناتج الإجمالي و مؤشر التنمية البشرية. كالبلدان المتقدمة (الولايات م أ، كندا، اليابان، أستراليا، دول غرب أوربا..) و الدول الصناعية الجديدة (كوريا و سنغافورة..) و الدول الاشتراكية التي نهجت اقتصاد السوق (كروسيا و شرق أوربا..).
د الجنوب: التي تسجل مستوى ضعيف في الناتج الإجمالي و مؤشر التنمية البشرية. مثل البلاد النامية أو الفقيرة (كدول إفريقيا، أمريكا الوسطى، جنوب أسيا…)
نظريات عامة مفسرة لتباين مستويات التنمية البشرية
هناك نظريات مختلفة حاولت تقديم تفسيرات لتباين مستويات التنمية البشرية في العالم. و من أبرز هذه التفاسير:
- تفسير طبيعي / جغرافي: يرجع التخلف إلى أسباب جغرافية/ طبيعية كالمناخ.
- ليبرالي: يربط التخلف بأسباب داخلية كالعقليات القديمة غير تحررية للاقتصاد، و عدم تشجيع الاستثمار..
- ماركسي: يربط التخلف بأسباب خارجية كهيمنة الاستعمار، و داخلية كأنظمة الحكم الاستبدادية.
سوسيو اقتصادي: يفسر التخلف بالنمو السكاني السريع، غير المواكب لوتيرة نمو الاقتصاد.- سياسي: أنظمة حكم غير ديمقراطية، تفشي الفساد الإداري و المالي، عدم الاستقرار السياسي..
