هل أصبحت الشركات أقوى من الدول؟ شركة واحدة تتفوق على 80 دولة مجتمعة..

في عالم الاقتصاد المعاصر، أصبحت بعض الشركات العالمية الكبرى تمتلك رأسمالا ضخما يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي للكثير من الدول في العالم. هذا الأمر يثير تساؤلات حول مدى تأثير هذه الشركات على الاقتصاد العالمي، و مدى قدرتها على المنافسة مع الدول من حيث القوة الاقتصادية . في هذا المقال، سنستعرض بعض من أكبر الشركات العالمية من حيث القيمة السوقية، و نقارنها بالناتج المحلي الإجمالي لبعض الدول.
الشركات الكبرى و أرقام خيالية
تقدر القيمة السوقية لبعض الشركات العالمية بتريليونات الدولارات، مما يجعلها تنافس اقتصادات دول متوسطة الحجم ناهيك عن الدول الصغيرة . فحسب معطيات يناير 2025، كانت أكبر 10 شركات في العالم من حيث القيمة السوقية كما يلي:
-
آبل ( Apple) : حوالي 4 تريليونات دولار. (التكنولوجيا)
-
نفيديا (NVIDIA ): حوالي 3.28 تريليونات دولار (متخصصة في رقائق الذكاء الاصطناعي)
-
مايكروسوفت ( Microsoft): حوالي 3.1 تريليونات دولار (التكنولوجيا).
-
ألفابت ( Alphabet – الشركة الأم لجوجل): حوالي 2.3 تريليونات دولار (التكنولوجيا)
-
أمازون (Amazon ): حوالي 2.3 تريليونات دولار (التجارة الإلكترونية والتكنولوجيا)
-
ميتا (Meta – فيسبوك سابقا ) : حوالي 1.5 تريليون دولار ( التكنولوجيا و وسائل التواصل الاجتماعي).
-
أرامكو السعودية (Saudi Aramco ): حوالي 1.7 تريليون دولار (النفط و الغاز)
-
بيركشاير هاثاواي (Berkshire Hathaway ): حوالي 993 مليار دولار (الاستثمارات و التأمين).
-
برودكوم (Broadcom ): حوالي 800 مليار دولار (التكنولوجيا، أشباه الموصلات والبرمجيات).
-
تسلا (Tesla) : حوالي 668.35 مليار دولار (السيارات الكهربائية و الطاقة النظيفة)
مقارنة مع الناتج المحلي لبعض الدول
عند مقارنة هذه الأرقام بالناتج المحلي الإجمالي (GDP) لبعض الدول، نجد مفارقات مذهلة، كما نلاحظ في النماذج الاتية:
النرويج – الناتج المحلي الإجمالي حوالي 579 مليار دولار (أقل من قيمة Google وحدها!).
الإمارات العربية المتحدة – حوالي 507 مليار دولار.
الأرجنتين – حوالي 641 مليار دولار.
مصر – حوالي 471 مليار دولار.
جنوب إفريقيا – حوالي 405 مليار دولار.
باكستان – حوالي 375 مليار دولار.
أفغانستان – حوالي 20 مليار دولار.
تشاد – حوالي 16 مليار دولار.
مدغشقر – حوالي 14 مليار دولار.
جمهورية إفريقيا الوسطى – حوالي 2.5 مليار دولار.
بوروندي – حوالي 3 مليار دولار.
مجموع الناتج المحلي الإجمالي ل 86 دولة الأفقر في العالم هو حوالي 2.33 تريليون دولار. ( بالكاد تعادل شركة أمازون فقط)
مجموع الناتج المحلي الإجمالي للدول العربية 23 دولة هو حوالي 3.89 تريليون دولار (أقل من شركة أبل وحدها)
ما الذي يجعل هذه الشركات بهذا الحجم ؟
هناك عدة عوامل تساهم في نمو الشركات إلى هذا المستوى:
التكنولوجيا و الابتكار: شركات مثل Apple و Microsoft تستثمر بكثافة في البحث و التطوير، مما يجعلها تتصدر الأسواق.
الأسواق العالمية: هذه الشركات لا تعتمد على سوق محلي فقط، بل تمتد أعمالها إلى جميع أنحاء العالم.
التحول الرقمي: الاعتماد المتزايد على الإنترنت و الخدمات الرقمية عزز من قوة شركات مثل Amazon و Alphabet.
التوسع و الاستحواذات: عمليات الاستحواذ المستمرة تسمح لهذه الشركات بالنمو السريع و احتكار قطاعات واسعة من السوق.
هل يمكن أن تصبح الشركات أقوى من الدول ؟
في بعض الجوانب، تمتلك الشركات الكبرى نفوذا أكبر من الدول :
رأس المال و الاستثمارات: تتحكم الشركات الكبرى في مئات المليارات من الدولارات التي يتم توجيهها في الاستثمارات و الابتكار.
التأثير السياسي: الشركات العملاقة تمارس ضغوطا على الحكومات من خلال جماعات الضغط (اللوبيات ) لحماية مصالحها.
التوظيف و التأثير الاجتماعي: توظف هذه الشركات ملايين الأشخاص حول العالم، ما يجعلها تتحكم بشكل غير مباشر في اقتصادات بعض الدول.
ختاما بات من الواضح أن بعض الشركات الكبرى تجاوزت حدود الشركات التقليدية لتصبح قوى اقتصادية تضاهي بعض الدول. ومع استمرار العولمة والتقدم التكنولوجي، من المتوقع أن تزداد هذه الفجوة..
و يبقى السؤال: هل ستتمكن الدول من فرض قوانين تحد من هذا النفوذ، أم أن المستقبل سيكون تحت سيطرة عمالقة الشركات؟