قصص و عبرمنوعات

اجبروا الخواطر .. قصة ذات مغزى

انتهت العطلة فعدت إلى مدينتي على متن قطار.

      جلست في مقعدي، و كان يجلس أمامي رجل يبدو من مظهره أنه بدوي و ربما ”كساب” (أي يمتلك الاغنام و يتاجر فيها). يظهر ذلك واضحا من الرائحة التي تفوح من ملابسه.

     و بينما نحن جلوس مر من أمامنا بائع الوجبات الخفيفة. فطلب منه الرجل البدوي قطعة من الشكلاطة البيضاء اللون مع قطعة من الخبز.. 

أعطاه البائع ما طلب ثم انصرف. أمسك الرجل بقطعة الخبز ففتحها ثم وضع وسطها الشكلاطة. يبدو أنه يعتقد أنها قطعة من الجبن، بسبب لونها الأبيض الذي يميل إلى لون الجبن…

    وحينما اكتشف أنها ليست سوى قطعة شكلاطة بدا عليه الإحراج الشديد. و نظر إلي، غير انني تظاهرت أنني لم أرى و لم أنتبه إلى ما حصل، و انشغلت بمسح نظارتي الشمسية..

     و حال رجوع مقدم الوجبات الخفيفة طلبت منه بدوري نفس ماطلبه الرجل البدوي أي قطعة الشكلاطة و الخبز، و عند تناولي لوجبتي تظاهرت أنني مخطئ و اكتشفت أن الشكلاطة ليست جبنا..،

     هنا ضحك الرجل و تنفس الصعداء و كأن حال لسانه يقول الحمد لله لست وحدي. فقلت له سيدي لماذا لم تخبرني أنها شكلاطة و ليست جبنا…

أجاب الرجل: و أنا كذلك كنت أظنها جبنا. فضحكت و قلت له يا لسذاجتي.
في الحقيقة أنا أعرف جيدا الفرق بين الجبن و الشكلاطة و أعلم أنها مجرد رحلة و ستنتهي.

كما أعلم أيضا أنه رجل بسيط و بدوي، فلماذا أحرجه أو أسخر منه… لكنني تذكرت قول القائل: ( ما رأيت عبادة أجل و أعظم من جبر الخواطر)..

     إماطة الأذى عن مشاعر الناس و قلوبهم لن يقل درجة عن إماطة الأذى عن طرقهم.. اجبروا الخواطر و راعوا المشاعر و انتقوا كلماتكم. تلطفوا في افعالكم ، و قولوا للناس قولآ حسن و عيشوا أنقياء أصفياء فسنرحل يوما و يبقى الأثر.
قصة منقولة للفائدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى