علوممنوعات

أضخم قنبلة نووية في التاريخ .. قنبلة “القيصر” (Tsar Bomba)

     تُعد قنبلة “القيصر” أو “تزار بومبا” (Tsar Bomba) أعظم قنبلة نووية تم تفجيرها على الإطلاق من حيث القوة التدميرية. فجّرتها الاتحاد السوفييتي في عام 1961 خلال فترة الحرب الباردة، وأصبحت رمزا للسباق النووي بين القوى العظمى.

     الاسم الرسمي للقنبلة هو АН602 (AN602) ،و إسمها الشائع تزار بومبا (Tsar Bomba) أي “قنبلة القيصر”. و قد بلغ وزنها حوالي 27 طنا، بطول يقارب 8 أمتار و قطر حوالي 2.1 متر. أما طاقتها التفجيرية فقد وصلت إلى 50 ميغا طن من مادة TNT، و هو ما يعادل حوالي 3800 مرة قوة قنبلة هيروشيما.

كيف تم التفجير؟

      تم إسقاط القنبلة من طائرة توبوليف Tu-95 معدلة خصيصا بأرخبيل ”نوفايا زيمليا” في المحيط المتجمد الشمالي، حيث تم استخدام مظلة ضخمة لتأخير سقوطها ، مما أتاح للطائرة الهروب من موجة الانفجار. و ارتفع عمود الفطر الناتج عن الانفجار إلى أكثر من 60 كيلومترا، و وصلت سحابة الانفجار إلى طبقة الستراتوسفير. كما شوهد الانفجار من مسافة تزيد عن 1000 كيلومتر.

آثار الانفجار:

     تسببت قنبلة القيصر في تحطيم نوافذ البنايات على بعد 900 كيلومتر من موقع الانفجار، و أدت إلى زلزال صغير بلغت قوته حوالي 5 درجات على مقياس ريختر. كما أن موجة الانفجار تسببت في تلف معدات الطائرة رغم بعدها النسبي عن مركز الانفجار. و من الجدير بالذكر أن التفجير لم يُجرَ بكامل طاقته القصوى، حيث كان بالإمكان أن تصل إلى 100 ميغا طن، لكن تم تخفيضها لتقليل حجم التلوث الإشعاعي و الأثر البيئي.

أهداف التفجير:

       لم تكن ” تزار بومبا ” مصممة للاستخدام الفعلي في الحرب، بل كانت عرضا للقوة، و رسالة واضحة من الاتحاد السوفياتي للولايات المتحدة و حلف الناتو. و كانت تهدف إلى ترهيب الخصوم و إثبات التفوق السوفييتي في مجال الأسلحة النووية.

التأثير السياسي و البيئي:

       رغم عدم سقوط ضحايا مباشر بسبب التفجير كونه جرى في منطقة نائية، إلا أن تزار بومبا أثارت قلقا عالميا شديدا، و ساهمت في تسريع الجهود نحو اتفاقيات الحد من التجارب النووية. و قد دفعت إلى توقيع “معاهدة الحظر الجزئي للتجارب النووية” عام 1963 بين الولايات المتحدة، و الاتحاد السوفييتي، و بريطانيا.

       أخيرا قنبلة “القيصر” كانت أكبر انفجار من صنع الإنسان في التاريخ، و رمزا مظلما لقدرات الدمار الشامل التي بلغتها البشرية. و على الرغم من أنها لم تستخدم في حرب فعلية، إلا أنها كانت بمثابة تحذير صارخ لما يمكن أن يؤدي إليه سباق التسلح النووي إذا ترك بلا قيود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى